للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

السابعة والثمانون: الافتخار بكونهم من ذرية الأنبياء عليهم السلام.

فرد الله عليهم بقوله: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ١.

وهذه الآية في أواخر الجزء الأول من سورة البقرة, وتفسيرها:

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ} : الإشارة إلى إبراهيم عليه السلام وأولاده في قوله: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ... } ٢ إلخ.

والأمة أتت لمعان, والمراد بها هنا الجماعة, مت "أمّ", بمعنى قصد, وسميت كل جماعة يجمعهم أمر ما: إما دين واحد, أو زمان واحد, أو مكان, بذلك لأنهم يؤم بعضهم بعضا, ويقصده.

والخلو: المضي, وأصله الانفراد.

{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ} , والمعنى: إن انتسابكم إليهم لا يوجب انتفاعكم بأعمالهم, وإنما تنتفعون بموافقتهم واتباعهم, كما قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر قريش! إن أولى الناس بالنبي:


١ البقرة: ١٤١
٢ البقرة: ١٣٠.

<<  <   >  >>