للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويؤيد هذا: قولُه تعالى: {أَوْ لامَسْتُم} على وزن: "فاعَلْتُمْ"، والمفاعلة لا تكون إلاّ بين شخصيْن وذلك هو: الجماع١.

ونوقش هذا: بأنه لا يُسلَّم لكم ما ذهبتُم إليه من تفسير الملامسة بالجماع. وما روي عن ابن عباس وعليّ وغيرهما مُعارَض بما ثبت عن عبد الله بن مسعود وابن عمر، وكذلك عمر، وعمار، وابن الزبير - رضي الله عنهم أجمعين -؛ فقد ثبت أنهم قالوا: "القُبلة من الملامسة، وما دون الجماع من الملامسة"٢. ومثْل هذا روي عن الزهري، وعطاء بن السائب، ومكحول، والشعبي، والنخعي٣. أمّا بالنسبة لقولكم: "إنّ الملامسة مفاعلة، وهي لا تكون إلا بيْن اثنيْن"، فمدفوع بأنّ لفظ "المفاعلة" متصوّر من جانب واحد، يقال: سافر، وهاجر، والفاعل واحد٤.


١ راجع: الانتصار للكلوذاني ١/٣١٥، واللباب في الجمع بين السنة والكتاب للمنبجي ١/١٤٦.
٢ راجع: الأوسط لابن المنذر ١/١١٦ – ١١٨، والموطأ ١/ ٦٥، والانتصار للكلوذاني ١/٣١٤.
٣ راجع: الأوسط لابن المنذر ١/١١٨ – ١٢٠.
٤ راجع: الانتصار للكلوذاني ١/٣١٦، ٣١٧.

<<  <   >  >>