للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان فيه مفسدة مرجوحة كالجهاد؛ وتنهى عن ما ترجحت مفسدته وإن كان فيه مصلحة مرجوحة كتناول المحرمات من الخمر وغيره؛ ولهذا أمرنا الله أن نأخذ بأحسن ما أنزل إلينا من ربنا والأحسن إما واجب أو مستحب قال تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الزمر: من الآية٥٥] فأمر باتباع الأحسن والأخذ به [١٤\أ] ؛قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:١٧؛١٨] فاقتضى أن غيرهم لم يهده انتهى.

وتأمل ما وقع فيه التاركون للهجرة من سواء الحال في الدين والدينا فيالها من عبرة ما أبينها لمن اعتبر والحمد لله الذي أنقذ من شاء من عباده من المهالك برحمته وأهلك من بعدله {يَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [لأنفال: \٤٢] .

فإذا عرفت ذلك؛ فأقول عجبا لهذا المفتري المغرور كيف تجسر على الخوض في أحكام الله ودينه بضرب الأمثال والأقيسة الفاسدة وهو لا يعرف القياس وشروطه والمقبول منه والمردود بل ولا يعرف أنواعه كقياس الأولى والعلة والدلالة والشبه والمخالفة ولا يعرف مفسدات القياس عند العلماء ولا من يجوز منه ذلك ممن لا يجوز منه ومن يجوز من العلماء عند الضرورة ومن لا يجوز منهم مطلقا ومن أنكره من علماء السلف كجعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما فإن أنكره على أبي حنيفة رحمه الله تعالى: كما هو هو معروف عنه عند العلماء يروونه عن ابن شبرمة أنه قال لأبي حنيفة: اتق الله ولا تقس فإنا نفق غدا نحن ومن خالفنا بين يدي الله تعالى؛ فنقول: قال الله قال رسول الله وتقول: أنت وأصحابك رأينا وقسنا فيفعل الله بنا وبك ما شاء وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لا تقيسوا الدين لا يقاس وأول من قاس إبليس الديلمي وقال ابن سيرين: القياس شر وأول من قاس إبليس وإنما عبدت الشمس والقمر بالمقاييس وقال الأمام أحمد رحمه

<<  <   >  >>