أيها الرجل ترى كثيرا ممن يدعي العلم والفهم قد عكس مدلول لا إله إلا الله كابن كمال ونحوه من الطواغيت فيثبتون ما نفته لا إله إلا الله من الشرك في العبادة ويعتقدون ذلك الشرك دينا وينكر ما دلت عليه من الإخلاص ويشتم أهله وقد قال تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}
وهذا النوع من الناس الذين قد فتنوا وافتتنوا يستجهلون أهل الإسلام ويستهزؤون بهم أسوة من سلف من أعداء الرسل وقد قال الله تعالى: في أمثال هؤلاء {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
وأما ما سألن عنه من حديث "خذ من القرآن ما شئت لما شئت" فهذا ليس بحديث ولا يصح أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما حديث ويش الذي يغبأ يا رسول الله قال: الذي ما كان فلا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا كيف وقد قال تعالى: {وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} فسماها غائبة مع وجودها في السماء والأرضى.
"وأما في المسئلة الربعة" فيمن يعرف التوحيد ويعتقده ويقرأ في التفسير كتفسير البغوي ونحوه فلا بأس أن يحدث بما سمعه وحفظه من العلم ولو لم يقرأ في النحو.
فمن المعلوم أن كثيرا من العلماء من المحدثين والفقهاء إنما كان دأبهم طلب ما هو الأهم والنحو إنما يراد لغيره فيأخذ الرجل منه ما يصلح لسانه فانشر ما علمت من العلم خصوصا علم التوحيد الذي هو الآيات المحكات كالشمس في نحر الظهيرة لمن رغب فيه وأحبه وأقبل عليه وقد عرفت أن كتمان العلم مذموم بالكتاب والسنة كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ