إلى التوحيد ونهاهم عن الشرك وجاهدهم على ذلك حتى أزال الله به الشرك والأوثان من جميع الجزيرة وما حولها من نواحي الشام واليمن وغير ذلك وقد بعث السرايا في هدم الأوثان وإزالتها كما هو مذكور في كتب الحديث والتفسير والسير وكما في حديث أبي الهياج الأسدي الذي في الصحيح قال: قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته ولا تمثالا إلا طمسته" وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح لهدم منات وبعث خالد بن الوليد يومئذ لهدم العزى وقطع السمرات التي كانت تعبدها قريش وهذيل وبعث المغيرة بن شعبة لهدم اللات فهدمها وأزال من جزيرة العرب وما حولها جميع الأصنام والأوثان التي كانت تعبد من دون الله والصحابة رضي الله عنهم تعاهدوا هذا الأمر واعتنوا بإزالته أعظم الا عتناء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يقع في أمته من الاختلاف كما في حديث العرباض بن سارية قال: "فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا". الحديث.
فوقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعظم الاختلاف في أصل الدين بعد القرون المفضلة كما هو معلوم عند العلماء ولو أخذنا نذكر ذلك أو بعضه لخرج بنا عن المقصود من الاختصار فانظر إلى ما وقع اليوم من البناء على القبور والمشاهد وعبادتها فلقد عمت هذه البلية في كثير من البلاد ووقع ما وقع من الشرك وسوء الاعتقاد في أناس ينتسبون إلى العلم.
قال سليمان التميمي لو أخذت بزلة كل عالم لا جتمع فيك الشر كله فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقوله: المطابق لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم"