للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: رد إحداهما إلى الأخرى بتفسير المبهم وتبين المجمل.

مثاله:

ما رواه الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة حدثه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً أفطر في رمضان أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكيناً" ١.

ورواه الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلكت يا رسول الله! قال: "وما أهلكك؟ " قال: وقعت على امرأتي في رمضان! قال: هل تجد ما تعتق رقبة؟ قال: لا! قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا! قال: فهل تجد ما تطعم ستين مسكيناً؟ قال: لا! قال: ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال: "تصدق بهذا"، قال: أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه. ثمّ قال: "اذهب فأطعمه أهلك" ٢.

فالرواية الأولى أبهمت سبب الفطر والثانية بينته قال العلائي: "هذا يقوي فيه القول بأن تجعل رواية هؤلاء مفسرةً لما أبهم في رواية أولئك من جهة المفطر. ومقيداً للكفارة بالترتيب لا بالتخيير. كما هو ظاهر هذه الرواية الثانية؛ لأن الحديث واحد اتحد مخرجه" ٣اه.

الثالث: رد إحداهما إلى الأخرى بتقييد الإطلاق.


١ أخرجه مسلم في الصحيح (٧/٣٢٠ رقم ١١١١ـ نووي) .
٢ أخرجه مسلم في الصحيح (٧/٣١٧ رقم ١١١١ـ نووي) .
٣ نظم الفرائد (١١٨) .

<<  <   >  >>