إن وضوح الغاية لدى حامل مشعل التوجيه والقيادة (المدرس) ، يعد محور ارتكاز رسالته التربوية؛ لأنه إذا اتضح أمام ناظريه هدفه الذي يريد تحقيقه، استطاع أن يوجِّه نفسه مع الأحوال التي تمر به، وتحمَّل لأجل غايته النبيلة المصاعب والمتاعب التي تواجهه.
لذلك نجد أن القرآن الكريم جلَّى هذه الحقيقة وأفصح عنها في قول الله تبارك وتعالى:{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ}((الأعراف: ٢) ، فقوله تعالى:{فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} ، أي ضيق، واضح في تقرير وتأكيد وضوح الغاية من التبليغ، فالنهي في قوله:{فَلا يَكُنْ} متوجه إلى الحرج للمبالغة في التكليف، باقتلاع الضيق من أصله، وذلك على طريقة العرب في قولهم:(لا أرينَّك ههنا) ، أي لا تحضر فأراك (١) .
(١) انظر تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور: ٨ / ١٣.