إن معرفة الصفات والخصائص التي ينبغي للمعلِّم أن يُلم بها في جانب مهمته ومهنته التعليمية أمر لا مناص منه، لإيجاد المدرس الكفء القادر على تحمل أعباء رسالته، وأدائها على الوجه الصحيح المثمر.
ولأهمية دور المعلم في تهيئة الجو العلمي المناسب للمتعلم، كان لزاماً عليه أن يتسلح بالعلوم الأساسية والتخصصية، ليقوم بدوره الفعّال دون هبوط أو آثار سلبية.
وسأعرض في هذا الفصل، لأهم المواصفات العلمية التي ينبغي توافرها في معلم القرآن الكريم.
١ - التأهل بأساسيات العلم الشرعي:
ينبغي لمعلم القرآن الكريم أن يطلب العلم الشرعي، ويتفقه في الدين، ولا يقتصر على حفظ اللفظ المجرد للقرآن الكريم، وليكن له قدوة في أسلافه من الحفاظ والقراء الذين كانوا أئمة في فنون عدة، بجانب علمهم وضبطهم لكتاب الله.
وقد ذكر العلماء عدة علوم يلزم المقرئ أو معلم القرآن أن يتخلَّق ويتحقق بها قبل أن يتصدر، وهي:
(أ) علم العقيدة:
وهو أول العلوم التي ينبغي أن يتحقق بها، ليعبد ربه على بصيرة، وينال السعادة في الدنيا والآخرة.