للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَقْفَالُهَا} (محمد: ٢٤) ، وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: ٢٩) .

وقال الحسن - رحمه الله – "ما أنزل الله عز وجل آية، إلاّ وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت، وما أراد بها" (١) .

وقال عمرو بن مُرَّة: "إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه، فأغتمُّ به"، لقول الله عز وجل: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (٢) } (العنكبوت:٤٣) .

وقد ذم العلماء من يحفظ اللفظ من القرآن، ولا يعلم معناه ولا يطلب تفسيره (٣) .

وقال الراغب الأصفهاني: "أول ما يُحتاج أن يشتغل به من (علوم القرآن) العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه، كتحصيل اللَّبِن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه، وليس ذلك نافعاً في علم القرآن فقط، بل هو نافع في كل علم من علوم الشرع، فألفاظ القرآن هي لب كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحكمهم" (٤) .


(١) فضائل القرآن لأبي عبيد: ٤٢.
(٢) المصدر السابق: ٤٢.
(٣) انظر الرعاية لمكي بن أبي طالب: ٨٦، والمرشد الوجيز لأبي شامة: ١٩٣، وتفسير القرطبي: ١ / ٢٦، ولطائف الإشارات لفنون القراءات: ١: ٣٢٧.
(٤) مفردات ألفاظ القرآن: ٥٤ - ٥٥.

<<  <   >  >>