وقال تعالى:{وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ}[المائدة: ٨٩] .
أي: لا تحلفوا إلا عند الحاجة، وفي حالة الصدق والبر؛ لأن كثرة الحلف أو الكذب فيها يدلان على الاستخفاف بالله، وعدم التعظيم له، وهذا ينافي كمال التوحيد، وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«ثلاثةٌ لا يُكلّمهم الله، ولا يُزكّيهم، ولهم عذاب أليم» وجاء فيه: «ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» . فقد شدَّد الوعيد على كثرة الحلف، مما يدلّ على تحريمه احترامًا لاسم الله تعالى، وتعظيمًا له سبحانه.
وكذلك يحرم الحلفُ بالله كاذبًا وهي: اليمين الغَموسُ وقد وصفَ الله المنافقين بأنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون.
فتلخص من ذلك:
١- تحريم الحلف بغير الله تعالى، كالحلف بالأمانة أو الكعبة أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك شرك.
٢- تحريم الحلف بالله كاذبًا متعمّدًا، وهي الغموس.
٣- تحريم كثرة الحلف بالله - ولو كان صادقًا - إذا لم تدعُ إليه حاجة؛ لأنَّ هذا استخفاف بالله سبحانه.