مفهومُ كلمةِ الربِّ في القرآن والسُّنَّة وتصوُّرات الأمم الضّالَّة
١ - مفهوم كلمة الرّبِّ في الكتاب والسنة
الرّبُّ في الأصل: مصدرُ ربَّ يَرُبُّ، بمعنى: نشَّأ الشيءَ من حال إلى حال التمام، يُقالُ: ربَّه وربَّاه وربَّبَهُ، فلفظ (رب) مصدر مستعار للفاعل، ولا يُقالُ:(الرَّبُّ) بالإطلاق إلا لله تعالى المتكفل بما يصلح الموجودات، نحو قوله:{رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة: ٢] ، {رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ}[الشعراء: ٢٦] .
ولا يقال لغيره إلا مضافًا محدودًا، كما يقال: رب الدار؛ وربُّ الفرس. يعني صاحبُها، ومنه قولُه تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام:{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}[يوسف: ٤٢] . وقوله تعالى:{قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ}[يوسف: ٥٠] . {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا}[يوسف: ٤١] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - في ضالة الإبل:«حتى يجدها ربها» .
فتبين بهذا: أن الرب يطلق على الله معرفًا ومضافًا، فيقال: الرب، أو رب العالمين، أو رب الناس، ولا تُطلق كلمة الرّبِّ على غير الله