للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول

في بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به

التوحيد: بمعناه العام هو اعتقادُ تفرُّدِ الله تعالى بالربوبية، وإخلاص العبادة له، وإثبات ما له من الأسماء والصفات، فهو ثلاثة أنواع:

توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وكل نوع له معنى لا بد من بيانه؛ ليتحدد الفرق بين هذه الأنواع:

١ - فتوحيد الربوبية

هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله؛ بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: ٦٢] .

وأنه الرزاق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: ٦] .

وأنه مالكُ الملك، والمدبّرُ لشؤون العالم كله؛ يُولِّي ويعزل، ويُعزُّ ويُذل، قادرٌ على كل شيء، يُصَرِّفُ الليل والنهار، ويُحيي ويُميت: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: ٢٦، ٢٧] .

وقد نفى الله سبحانه أن يكون له شريكٌ في الملك أو معين، كما نفى

<<  <   >  >>