للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

به من دون الله، ويُحلفَ به.

والمراد بالإطراء في حقه - صلى الله عليه وسلم -: أن يُزادَ في مدحه، فقد نهى - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك بقوله: «لا تُطروني كما أطرتِ النَّصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبدُ الله ورسولُه» أي: لا تمدحوني بالباطل، ولا تجاوزوا الحدَّ في مدحي، كما غلت النَّصارى في عيسى - عليه السلام - فادَّعوا فيه الألوهية، وَصِفُوني بما وَصَفَني به ربّي، فقولوا: عبدُ الله ورسوله. ولما قال له بعض أصحابه: «أنت سيّدُنا، فقال: (السَّيّدُ الله تبارك وتعالى) ، ولما قالوا: أفضلنا وأعظمنا طَولًا، فقال: (قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان» .

وقال له ناس: يا رسولَ الله، يا خيرَنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: «يا أيها الناس، قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبدُ الله ورسولُه، ما أحبُّ أن ترفعوني فوقَ منزلتي التي أنزلني الله عزّ وجلّ» .

كره - صلى الله عليه وسلم - أن يمدحوه بهذه الألفاظ: أنت سيدنا - أنت خيرُنا - أنت أفضلُنا - أنت أعظمُنا، مع أنه أفضلُ الخلق وأشرفُهم على الإطلاق؛ لكنه نهاهم عن ذلك ابتعادًا بهم عن الغُلُوِّ والإطراء في حقه، وحمايةً

<<  <   >  >>