جاهلية بعد مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا تزال من أمته طائفة ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة، والجاهلية المقيدة قد توجد في بعض ديار المسلمين، وفي كثير من الأشخاص المسلمين، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية ... » وقال لأبي ذر: «إنك امرؤ فيك جاهلية» ونحو ذلك) انتهى.
وملخص ذلك: أن الجاهلية: نسبة إلى الجهل، وهو عدم العلم، وأنها تنقسم إلى قسمين:
١ - الجاهلية العامة: وهي ما كان قبل مبعث الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد انتهت ببعثته.
٢ - جاهلية خاصة ببعض الدول، وبعض البلدان، وبعض الأشخاص، وهذه لا تزال باقية، وبهذا يتضح خطأ من يُعمّمونَ الجاهلية في هذا الزمان فيقولون: جاهلية هذا القرن أو جاهلية القرن العشرين، وما شابه ذلك، والصواب أن يُقالَ: جاهلية بعض أهل هذا القرن، أو غالب أهل هذا القرن؛ وأما التعميم فلا يصحُّ ولا يجوزُ؛ لأنه ببعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - زالت الجاهلية العامة.