الحلم الأمريكي الذي هوى تطاردهم، حينذاك تتحول مساحاته إلى مشاهد فظيعة للرعب اليومي تحت الأرض في بطن مدينة الجريمة والمخدرات والهروب الغجري المتوحش.
ديزني لاند الفقراء:
ذات ليلة صعدت إلى مركبات المترو حفنة من المراهقين الذين يعيشون في الجيتوهات "الأحياء المغلقة": سود وبورتوريكيون وملونون. وأخذوا يرسمون يوقعون بإمضاءاتهم بالأقلام السحرية ورشاشات الدهان "الأيروسول"، وبالمساحيق والألوان حولوا مركبات الجحيم في نيويورك، وتحول المترو إلى ديزني لاند الفقراء. وحاولت بلدية المدينة أن تزيل تلك الخطوط والأشكال والرسومات والتوقيعات فلم تفلح، وصار تلوين مركبات المترو صرعة جديدة، فأصرعت عصابات الصغار إليه، ونجحت في فترة وجيزة أن تحول المترو الكئيب إلى فيلم جميل من أفلام الرسوم المتحركة للأطفال، وقصيدة للمحرومين والباحثين عن الخلاص في مدينة بلا قلب ...
- وفي الفقرة الثالثة يصف المحرر موجات الهجرة الأجنبية التي تصب في مدينة نيويورك كل يوم:
أحلام الثروة تتبخر:
وفي كل صباح تفتح نيويورك ذراعيها للقادمين الجدد الذين يحلمون بالمجد والثروة: سوريون ويمنيون ويونانيون وإيطاليون.. جحافل من البشر تهبط في أكبر ميناء في العالم، من كوريا وتيوان وهونغ كونغ، تتشابه مع موجات الهجرة الأولى التي جاءت إلى البلاد، التي لم تكن تضم فقط رسل الحرية والديمقراطية