هذا المحرر قد لا يجد الوقت ولا الفرصة الكافية للإعداد المسبق للحديث.. إذ لا وقت لديه مثلًا للذهاب إلى قسم المعلومات بالجريدة للاطلاع على ملف وزير خارجية الصومال؛ ليعرف متى تولى منصب وزير الخارجية، وما هي مناصبه السابقة، وما هي طبيعة شخصيته وفكره أو اتجاهه السياسي.
كذلك لا وقت عند هذا المحرر؛ ليعرف ما هي أسباب هذه الجولة التي قام بها وزير الخارجية الصومالي إلى بعض البلاد العربية؛ بل إنه قد لا يعرف ما هي هذه البلاد العربية التي زارها، ولماذا هذه البلاد بالذات، ثم ماذا تم في هذه الرحلة.
وبالطبع فإن هذا المحرر لا وقت لديه ليعد أسئلة الحديث مسبقًا.
في مثل هذه الحالة لا بد لهذا المحرر الصحفي أن يعتمد على ثقافته الخاصة، وخلفيته التاريخية عن الصومال.. فإذا كان هذا المحرر متابعًا لما يحدث حوله في العالم لعرف أن الصومال تخوض صراعًا عنيفًا ضد إثيوبيا، وأنها تساعد جبهة تحرير الصومال الغربي لتحرير مقاطعة "أوجادين" التي تحتلها إثيوبيا، وأن وزير الخارجية الصومالي لا بد أنه يزور الدول العربية طلبًا للتأييد السياسي والعون المادي والعسكري.. كذلك لا بد لهذا المحرر أن يربط هذه الزيارة بتدهور العلاقات بين الصومال والاتحاد السوفيتي الذي اختار تأييد إثيوبيا ضد الصومال.. وهو الأمر الذي دفع الصومال إلى طرد الخبراء السوفيت من البلاد؛ بل وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وعلى ضوء هذه المعلومات يمكن لهذا المحرر أن يدير دفة الحديث.. وأن يطرح الأسئلة المناسبة.