ولا يجب أن يخشى المحرر من إعداد أسئلة عنيفة أو مشاغبة، أو أسئلة تتضمن اختلافًا أو معارضة للشخص الذي يجري معه الحديث؛ ولكن بشرط أن يتم ذلك بطريقة لائقة، كما يجب ألا يخشى المحرر من إعداد أية أسئلة يرى أنها يمكن أن تضع يده على معلومات هامة.. حتى ولو أدى طرحه لهذه الأسئلة إلى أن يبدو جاهلًا بالموضوع؛ فقد يكون في طريقه إلى إجراء حديث صحفي مع وزير الاقتصاد ويسمع أو يقرأ وثيقة تقول: إن هناك عجزًا في ميزان المدفوعات في هذا العام.. فلا يجب أن يخشى أن يسأله عن أسباب هذا العجز.. حتى ولو لم يكن يفهم معنى كلمة: عجز في ميزان المدفوعات..!
ومن الضروري أن يكتب المحرر الأسئلة قبل أن يلتقي بالمصدر.. ولكن لا يجب أن يذهب إليه ومعه الأسئلة مكتوبة.. فالأفضل أن يحفظها حتى لا يضطر لقراءتها من الورقة التي أمامه، فإن هذا قد يعطي للمتحدث انطباعًا خاطئًا بأن المحرر لم يدرس موضوع الحديث١.
٤- عندما لا يوجد وقت للإعداد المسبق للحديث:
وفي بعض الحالات لا توجد فسحة من الوقت للإعداد المسبق للحديث الصحفي، سواء فيما يتعلق بالقراءة في موضوع الحديث، أو بدراسة شخصية المتحدث، أو بإعداد الأسئلة المناسبة للموضوع٢، ففي هذه الحالات لا بد أن يعتمد الصحفي على معلوماته العامة وثقافته وقراءاته السابقة وتجاربه الشخصية، بالإضافة إلى خبرته في العمل الصحفي.. كل ذلك يمكن أن يعوض بعض الشيء عن الإعداد المسبق في الحالات الطارئة٣.
وعلى سبيل المثال، فإذا طلب من محرر صحفي أن يجري حديثًا صحفيًّا مع وزير خارجية الصومال الذي ستمر طائرته بمطار القاهرة بعد ساعتين، وسيمكث بالمطار ثلاث ساعات فقط أثناء تزويد الطائرة بالوقود.. وذلك وهو في طريقه إلى مقديشو بعد أن أنهى جولة في عدد من الدول العربية.