ومن الضروري أن تقوم أسئلة الحديث الصحفي على أساس قراءات الصحفي في الموضوع.. ودراسته لشخصية المتحدث١، ولا بد أن يوضح المحرر من خلال الأسئلة ما الموضوع الرئيسي الذي سيدور حوله الحديث٢، فمن غير المعقول أن تدور غالبية الأسئلة حول قضايا فرعية أو ثانوية في حين لا يكون من نصيب الموضوع الرئيسي غير عدد ضئيل من الأسئلة.
وهناك عدة أسئلة أساسية يجب أن يقوم عليها أي حديث صحفي وهي: ماذا؟ ولماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ وأين؟ ومن؟ ولا يشترط أن يجيب الحديث الصحفي عن هذه الأسئلة بنسبة واحدة؛ وإنما يتم التركيز على عدد قليل من هذه الأسئلة حسب طبيعة كل حديث وموضوعه.
ومن الضروري أن تكون أسئلة الحديث الصحفي أسئلة إيجابية لا أسئلة سلبية، والمقصود بالأسئلة الإيجابية هي تلك الأسئلة التي تقدم إجاباتها أخبارًا أو معلومات أو وجهات نظر جديدة.. أما الأسئلة السلبية، فهي تلك الأسئلة التي لا تقدم إجاباتها أي شيء جديد؛ وإنما هي مجرد تَكْرَار لمعلومات معروفة.
كذلك فإن كل سؤال يجب أن يكون إيجابيًّا بالنسبة للسؤال الذي سبقه مباشرة؛ بمعنى أن تقدم إجاباته إضافة على ما قدمته إجابات السؤال السابق، فلا بد أن تكمل الأسئلة بعضها بعضًا، وتدفع الحوار إلى الأمام، لا أن تقف به عند قضية واحدة تتكرر في كل سؤال؛ وبالتالي في كل إجابة، وتترك بقية القضايا المتعلقة بموضوع الحديث دون مناقشة٣.
ولا بد أن تكون لغة الأسئلة دقيقة وواضحة؛ بحيث يأتي السؤال واضحًا محددًا خاليًا من أي لبس أو سوء فهم.. بحيث يساعد المتحدث على أن يقدم إجابات واضحة ومحددة أيضًا.. فلغة الحديث لا بد وأن تكون مفهومة من جميع القراء باختلاف ثقافاتهم وتعدد مستوياتهم الاجتماعية٤.