للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكاتب العمود الصحفي من الضروري أن يهتم أثناء تناوله لمثل هذه القضايا بالتركيز على كل ما يهم القراء، وأن يخاطب قلوبهم ومشاعرهم وأحاسيسهم؛ بحيث يخرج من تناوله لمثل هذه الموضوعات بالحكمة وبالعبرة والموعظة١.

وعلى سبيل المثال عندما يكتب مصطفى أمين في عموده اليومي "فكرة" بصحيفة الأخبار عن مرور خمس سنوات على خروجه من السجن فينتهي إلى القول:

"إن طعم الحرية لذيذ! إنها تاج على رءوس الأحرار لا يراه إلا المقيدون بالسلاسل والأغلال. إن الجنة مفتوحة الأبواب، والجحيم مغلق الأبواب مليء بالسلاسل والقيود والأغلال. الحمد لله على نعيم الحرية"٢.

وعندما يتعرض أنيس منصور في عموده اليومي بالأهرام "مواقف" لأحداث إيران.. لا يعنيه أن يحلل هذه الأحداث، ولا أن يكشف عما وراءها ولا أبعادها أو دلالاتها المختلفة، كما هو الأمر في التقرير الصحفي أو التحقيق الصحفي أو المقال الافتتاحي؛ وإنما هو فقط يقارن بين ما رآه بنفسه منذ سنوات قليلة في طهران حين كان يحوط بالشاه ملوك وأمراء ورؤساء الدول يحتفلون معه بأقدم عرش في التاريخ.. ثم منظر الشاه وهو يترك بلاده وحيدًا إلا من زوجته وعدد من حاشيته٣..

الفرق بين العمود ... والمقال الافتتاحي:

يلاحظ أن العمود الصحفي يتفق مع المقال الافتتاحي في النواحي التالية:

١- أن له مكانًا ثابتًا في الصحيفة.

٢- أن له عنوانًا ثابتًا في الصحيفة.

٣- أنه ينشر بانتظام.


١ Cattanach. Norman: Editorial Writer. p.p. ١٨٣-١٨٥.
٢ أخبار اليوم - ٢٧/ ١/ ١٩٧٩.
٣ الأهرام - ٣/ ٧/ ١٩٧٩.

<<  <   >  >>