للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولنحاول مثلًا تحليل نموذج للمقال النقدي، وهو المقال الذي نشرته صحيفة الأخبار عن الفيلم الأمريكي "الجانب الآخر من منتصف الليل" أو "الرغبة المدمرة"، كما جاء في الترجمة العربية لاسم الفيلم حين عرض في إحدى دور العرض بالقاهرة:

الجانب الآخر من كل امرأة رجل ... والعكس! ١

- أكد الفيلم الأمريكي: "الجانب الآخر من منتصف الليل".. أن الجانب التقليدي في السينما ما يزال هو الأكثر نجاحًا ... وهذه مصيبة! وأن ميلودراما الحدوتة والسرد الطبيعي والأحداث المتلاحقة ... هو الأسلوب الفائز.. وهذه كارثة! ... وأن كل ما حاولت السينما الحديثة أن تحققه من تطور لم ينل نجاحًا يذكر أمام ذلك الأسلوب القديم الذي اتبعته السينما العالمية منذ اللحظة التي نطقت فيها!! فالفيلم يروي من ناحية "الموضوع" تاريخ حياة امرأة جميلة منذ بدأت حياتها العملية وهي لا تزال شابة صغيرة.. إلى أن استسلمت مع عشيقها للحكم بإعدامها رميًا بالرصاص.. ثم هو يتخذ من ناحية "الشكل" طريق بدء الرواية من نهايتها عن طريق فلاش باك طويل يمثل كل أحداث الفيلم عدا مشاهدة النهاية!.. وهذه الطريقة في كل من "الشكل والموضوع" هي النموذج الخالد للأسلوب التقليدي.. ورغم ذلك، فإن الفيلم قد حقق عند عرضه في أمريكا وأوربا أرقامًا قياسية في الإيرادات.. وهو ما يحققه الآن في مصر أيضًا! ولكن يشفع له من أسباب نجاحه أيضًا.. تلك المهارة الواضحة في كل حرفيات السينما..


١ الأخبار - ٣٠/ ١/ ١٩٧٩.

<<  <   >  >>