فالسيناريو "هيرمان روشير" و"دانيل تاراداس" متقن تمامًا، يجذب المشاهد في انهبار مستمر من مشهد لآخر.. والإخراج "شارل جاروت" يحرص على تحقيق الجو المناسب لطبيعة كل مشهد.. والموسيقى "ميشيل ليجران" تضفي مزيدًا من الدراما للمواقف ... كما بلغت كل من الفرنسية "ماري فرانس بيزيه" التي لعبت شخصية "نويل" والأمريكية "سوزان ساراندون" التي لعبت شخصية "كاترين" مستوى رائعًا في القدرة على الأداء بكل مراحل الشخصية المختلفة ... والفيلم مأخوذ عن كتاب حقق شهرة واسعة للروائي الأمريكي "سيدني شيلدون".. وقد رأيته في لندن في بداية العام الماضي.. ولاحظت ذلك الحشد الذي لا داعي له لمشاهد الجنس.. والتي التهمها مقص الرقيب قبل عرض الفيلم في مصر.. إلا أن كاتبا السيناريو قد التزما التزامًا كبيرًا بالنص الأدبي.. حتى في تقديم كل من شخصيتي "نويل" و"كاترين" بالتوازي.. كل منهما فصلًا أو فصلين على التوالي.. حتى تلتقيا مع أحداث النصف الأخير من الفيلم!
وتبدأ أحداث "الجانب الآخر من منتصف الليل" -ترجموه "رغبة مدمرة"- بالفتاة "نويل باخ" عام ٤٧ في أحد سجون اليونان تؤكد للمليونير اليوناني "ديميريس" الممثل "راف فالون" أنها بريئة من قتل "كاترين".. ثم تتوالى أحداث الفيلم من خلال فلاش باك طويل.. حيث نراها صغيرة جميلة ابنة أسرة فقيرة في مارسيليا عام ٣٩.. والحرب العالمية تدق الأبواب.. واسم هتلر يثير الهلع.. والأب الفقير يبيع ابنته لأحد التجار مقابل مبلغ من المال يشتري به راديو وبعض الملابس!.. إن الفتاة تكتشف هذه الحقيقة.. وتواجه بها