للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صحيح.. إن هذا تم في إطار اعتراف النقابات العمالية بوَحْدَة الحزب الشيوعي وسلطته، ونظام الحزب الواحد؛ أي: بالأسس السياسية الراهنة للدولة. ولكن ما تم، رغم ذلك، هو خطوة هائلة نحو التعددية والديمقراطية..

فالدولة لا تناقش الآن نقابات مصنوعة بواسطتها وزعامات لا وزن لها.. ولكنها تناقش نقابات كونت نفسها بنفسها.

وقد كان هناك "جيريك" رئيس الدولة والحزب بمفرده.. الآن صار زعيم آخر يوازنه ويقابله هو "فاليسا"، الذي كان عاملًا مفصولًا، وصار خلال ثلاثة أسابيع زعيمًا شعبيًّا غير منازع في بولندا.

ما معنى هذا "مذهبيًّا"؟

معناه: أن "الطبقة العاملة" الصناعية المستنيرة، التي كانت في خيال "كارل ماركس" تثور على "حزب الطبقة العاملة" أي: الحزب الشيوعي الحاكم، على أساس أن أي حزب شيوعي يعتبر نفسه -أوتوماتيكيًّا- حزب الطبقة العاملة..

ومعناه: أن "الطبقة العاملة" تريد أن تفاوض الدولة -دولة العمال- على أجورها وسياساتها الاقتصادية.. كما تفاوض نقابات الحزب أصحاب العمل.. فكأن "الطبقة العاملة" البولندية المضربة تعتبر الدولة بمثابة "صاحب العمل"، تفاوضه، وتضرب أحيانًا المضغط عليه.

<<  <   >  >>