ثم أشار الكاتب إلى تأثير الحدث البولندي على مركزية السلطة في الدولة الشيوعية:
ومعناه: أن "مركزية السلطة" في الدولة الشيوعية وحصرها في يد حزب واحد، مطالبة اليوم بأن تقبل صورة من "تعدد مراكز السلطة".. بوجود مركز آخر قوي يوازيها، ويعادلها، ويناقشها، هو نقابات العمال ...
فهل يمكن أن يقبل "المعسكر الشرقي" هذا التطور الخطير؟
إن المشكلة هي أن من يسمون أنفسهم "الاشتراكيين العلميين" كثيرًا ما لا يدركون أن "العلمية" معناها دراسة كل واقع جديد. وقد أنتج النظام في بولندا طبقة عاملة جديدة قوية مستنيرة لم تكن موجودة من قبل. وبالتالي لا بد من قبول ظروف جديدة وصياغات جديدة تناسبها، أما إذا غفلوا عن التطور، وتمسكوا ببيروقراطية الحزب الحاكم الواحد، فسوف يستمر الصدام بين "حزب الطبقة العاملة" وبين "الطبقة العاملة" ذاتها في صور متزايدة.
وفي فقرة أخرى من جسم المقال.. لجأ الكاتب مرة أخرى إلى المعلومات التاريخية الخلفية عن موقف الاتحاد السوفيتي في عصر البلاشفة من بولندا.. مستفيدًا من هذه الخلفية في طرح تساؤل عن موقف الاتحاد السوفيتي من المشكلة البولندية، وهل سيتدخل لقمع الاضطرابات أم يتفهم التغيرات التي حدثت في المجتمع البولندي؟:
إن في تاريخ الكتابات الشيوعية معركة شهيرة حول بولندا نفسها بين "روزالوكسمبرج" التي دعت إلى ضرورة ضم بولندا إلى الاتحاد السوفيتي؛ لأن بولندا المستقلة سوف تحكمها البورجوازية وليس الطبقة العاملة.. وبين لينين الذي رفض هذا التفكير بشدة وصمم