على حق بولندا في الاستقلال أولًا، ثم في القيام بثورتها بعد ذلك..
ولكن لينين كان رجل ثورة، في حين أن حكام الكرملين الحاليين هم قادة دولة عظمى، لها فوق الحسابات المذهبية حسابات الدول الكبرى؛ من أمن قومي، وتوازن دولي، وخطط استراتيجية ...
ومع ذلك، فلو أن الاتحاد السوفيتي ترك بولندا لتطورها الآن، فإنه سوف يكون قد أقدم على الحل التاريخي للخوف البولندي من "روسيا".. ذلك الخوف الذي يرجع عمره إلى ألف سنة.
وفوق ذلك، قد يكون في نجاح هذا النموذج مخرج للنظم الشيوعية إلى مجال آخر للتطور، بعد أن بقيت حبيسة نموذج واحد طيلة ستين عامًا.
- أما خاتمة المقال فقد حملت خلاصة رأي الكاتب في الأزمة البولندية.. كذلك تضمنت الخاتمة محاولة من الكاتب لاستثارة أذهان القراء ودفعهم للاهتمام بهذه القضية ومتابعتها في المستقبل:
لقد تطورت تلك البلاد اقتصاديًّا بشكل هائل؛ وبالتالي تطورت اجتماعيًّا؛ وبالتالي تراجعت صيغة "دكتاتورية البروليتاريا"؛ حيث لم يعد عمالها "بورليتاريون" بالمعنى الماركسي؛ إنما صارت أحزابهم تتباهى بأن في عضويتها كذا في المائة خبراء فنيين، وكذا في المائة مهندسين، وعمالًا مهرة، فهي طبقة عاملة جديدة.
وكثير من النظم -عبر التاريخ- كان مقتلها في نجاحها في تطوير البلاد اجتماعيًّا واقتصاديًّا. ثم عجزها عن التطوير السياسي الذي يلائم هذه الظروف الجديدة..
"فاليسا" تسلق أسوار مصنع لينين، وفتح الباب لهذا التطور..
وعلينا أن نراقب بعد ذلك ردود الفعل في الشهور القادمة.