للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ونجحت الحملة الصحفية على محمد حيدر باشا قائد الجيش في أن تثير الرأي العام داخل الجيش، وتطوع عدد كبير من الضباط -وخاصة الضباط الأحرار- في مد إحسان عبد القدوس بالمعلومات والبيانات التي تكشف عن أخطاء قائد الجيش.. ويذكر إحسان عبد القدوس في مذكراته: "كان الذي يمدني بالمعلومات التفصيلية هم الضباط الأحرار.. وأذكر اثنين من الضباط شهدا معي أمام النيابة؛ وهما: عبد المنعم أمين الذي أصبح عضوًا في مجلس قيادة الثورة، ومصطفى لطفي الذي أصبح سفيرًا.. وكان موقفهما في غاية الجرأة.. إذ تضمنت شهادتهما اتهام "فاروق" نفسه..! "١.

وقد شجعت البيانات والوثائق التي وضعها الضباط الأحرار بين يدي إحسان عبد القدوس.. على استمراره في الحملة على محمد حيدر باشا قائد الجيش.. وكتب حلقة ثالثة يكشف فيها أخطاء حيدر باشا في حملة فلسطين.

وهذا هو نص المقال الثالث:

أذكر أني في أغسطس عام ١٩٤٥ كتبت مقالًا بعنوان: "هذا الرجل يجب أن يذهب"، هاجمت فيه اللورد كيلرن سفير بريطانيا الأسبق، وطالبت بإخراجه من مصر، وقد حققت النيابة العامة في هذا المقال، وأمرت بحبسي احتياطيًّا على ذمة التحقيق، وبعد أن أفرج عني دعاني المغفور له أحمد حسنين باشا وقال لي: "إننا جميعًا نسعى لإخراج كيلرن من مصر؛ ولكن مقالك هذا عرقل مسعانا، فإن بريطانيا دولة عنيدة في مثل هذه المواقف أن تحمي كرامتها وكرامة سفرائها أمام الحملات العلنية"، واستشهد -رحمه الله- بتمسك بريطانيا بأحد سفرائها في تركيا رغم عدم رضائها عنه، لا لشيء إلا لأن الصحف التركية كانت تهاجمه!

ولم أقتنع يومها برأي أحمد باشا حسنين، واستمرت روزاليوسف تهاجم اللورد كيلرن، ثم اشتركت الصحف الأخرى في مهاجمته، واستطاع أحمد حسنين أن يستغل هذه الحملة الصحفية في تأييد مسعاه لدى الحكومة البريطانية حتى طرد اللورد من مصر فعلًا..


١ المستقبل - باريس - ٦ يوليو سنة ١٩٨١ "مذكرات إحسان عبد القدوس".

<<  <   >  >>