للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحت أمرته.. القيادة المسئولة عن سلامة الجيش وأرواح ضباطه وجنوده.. والتي كانت تخضع لنفوذ حيدر باشا، صاحب النفوذ والسلطان..

وبعد فإني أرجو من حيدر باشا أن يشفق عليَّ أن لم يشفق على نفسه، فحرام أن يكلفني -بعد كل ما بذلته من جهد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية- أن أكتب له مقالًا رابعًا، حتى يتحرك..

تحرك يا رجل..

وأعفني من مقال الأسبوع القادم١..

- رغم ضراوة الحملة ضد محمد حيدر باشا قائد الجيش.. فيبدو أنها لم تكن تكفي لإسقاط الرجل.. ولم ييئس إحسان عبد القدوس كاتب الحملة.. واستمر في الهجوم على الرجل.. وكتب الحلقة الرابعة من الحملة، حدد فيها رأيه بأنه لن يتوقف إلا باستقالة قائد الجيش ومحاكمته..

ويعتبر إصرار إحسان عبد القدوس على استمرار الحملة هو أحد أسباب نجاحها، فالمتابعة المستمرة لأي حملة صحفية هو أحد العوامل الرئيسية في نجاحها.. ذلك أن هذه المتابعة تضمن استمرار القضية "ساخنة" من ناحية، وتحتفظ باهتمام الرأي العام بها من ناحية ثانية.. وهو الأمر الذي تحقق في الحملة على حيدر باشا قائد الجيش. نقطة أخرى.. لقد توافق نشر الحلقة الرابعة من الحملة ضد محمد حيدر باشا بصدور قرار باستقالته من قيادة الجيش.. وهو الأمر الذي يعتبر نصرًا صحفيًّا لكاتب الحملة، وهذا هو نص المقال الرابع والأخير في الحملة على حيدر باشا:

ماذا أريد؟

إني لا أطالب باستقالة معالي الفريق حيدر باشا من منصبه بصفته قائدًا عامًا للقوات المسلحة؛ بل إني لم أتحدث عنه إطلاقًا بهذه الصفة، ولا أطالب حتى بالتحقيق معه تحقيقًا مباشرًا؛ بل كل ما أطالب به، هو التحقيق في أسباب انسحاب الجيش المصري من فلسطين تحقيقًا إداريًّا وفنيًّا ينتهي بتحديد المسئولين عن هذا الانسحاب، وتوقيع عقوبات إدارية عليهم، قد يكون من بينها الطرد من خدمة صاحب الجلالة الملك، وقد يكون من بينها إنزال


١ روزاليوسف - ٧ نوفمبر سنة ١٩٥٠.

<<  <   >  >>