وهل لو نفذت خطة جلوب، وأبيدت قوات الفالوجا كاملة، واستحلت دماء رجالها باردة لليهود، فهل كان أحد يفكر في التحقيق؟!
قد لا يكفي كل هذا؛ ولكن حيدر باشا نفسه يعلم أني لم أنتهِ من كل ما يمكن نشره، ويؤدي إلى التحقيق معه، وأنا لم أتعب..
ولكن، مَن يدري؟ قد يكون..
استقالة حيدر باشا:
كتبت هذا المقال في صباح يوم الجمعة وفقًا لمواعيد الطباعة في روزاليوسف، وفي مساء يوم السبت قبلت استقالة حيدر باشا، وكان يجب أن أوقف هذا المقال لأني أعتبر هذه الاستقالة هي نهاية الحملة على حيدر باشا.. النهاية التي كتبها سعادته بيده.. ولكن كان الطبع قد بدأ وربما لم يكن الذنب ذنبي؛ بل هو ذنب حيدر باشا الذي يجهل مواعيد الطباعة في روزاليوسف!!
"إحسان"١.
- رغم نجاح الحملة الصحفية في إرغام قائد الجيش على الاستقالة، وإرغام الحكومة على قبول هذه الاستقالة.. إلا أنه لم تمر سوى أسابيع قليلة حتى حدث تحول كبير في قضية الأسلحة الفاسدة -وهي القضية الأصلية التي أمرت النيابة بمنع النشر حولها- كذلك حدث تغير في سير التحقيق في قضية الفساد في الجيش المتهم فيها محمد حيدر باشا قائد الجيش وعدد آخر من كبار الضباط..
لقد دفع هذا التحول في مسار التحقيق بما يبدو أنه في صالح المتهمين.. وذلك التحول لم يكن بسبب البراءة أو عدم كفاية الأدلة؛ وإنما لحدوث تدخل قوي من "الحكم" من أجل لم التحقيق وتبرئة المتهمين دون وجه حق.. لقد دفع ذلك التحول إحسان عبد القدوس إلى إعادة الكتابة في الموضوع من جديد.. وفي ٥ ديسمبر سنة ١٩٥٠ كتب مقالًا تساءل فيه: أين ينتهي مصير تحقيقات الجيش؟ أشار فيه إلى الشائعات