- استمرت التحقيقات في قضية الأسلحة الفاسدة، ثم نام التحقيق؛ بسبب دخول أسماء كبيرة ومعروفة منهم "فاروق" نفسه؛ لذلك لم تجد روزاليوسف بُدًّا من أن تعود لتثير القضية من جديد، وكان ذلك في مايو سنة ١٩٥١، وخاصة بعد أن أوقف التحقيق الخاص بالفساد في الجيش.. وعودة محمد حيدر باشا قائد الجيش المستقيل إلى منصبه!..
ففي أول مايو سنة ١٩٥١ كتب إحسان عبد القدوس مقالًا بعنوان:
حيدر يعود والشهداء لا يعودون!..
نكتفي بنشر الجزء التالي منه:
حيدر يعود، والشهداء لا يعودون..
الخط العريض الذي يسير فيه الجيش..
مطلوب من الوزير أن يكون صفرًا..
سياسة المساومة هي سياسة الوفد..
في شهر أكتوبر الماضي كتبت سلسلة مقالات عن تصرفات الفريق محمد حيدر باشا عندما كان وزيرًا للحربية إبَّان حملة فلسطين..
ولم أطالب في هذه المقالات باستقالة حيدر باشا من منصب قائد عام القوات المسلحة..
ولم أتهمه بمحاولة التأثير على الشهود في قضية صفقات الأسلحة؛ بل إني برأته من كل مسئولية جنائية عن هذه الصفقات، وأكدت في أكثر من مناسبة طهارة ذمته وطيبة قلبه؛ ولكني استشهدت بقول الشاعر القديم:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... أو كنت تدري فالمصيبة أعظم
كل ما طالبت به في هذه المقالات الطوال إجراء تحقيق مع الفريق محمد حيدر باشا في أسباب فشل حملة فلسطين، ولم أطالب بالتحقيق معه تحقيقًا مباشرًا؛ بل طلبت التحقيق في أسباب الهزيمة وتحديد المسئولين عنها،