للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد تحدثت في المؤتمر القومي وفي مجال السياسة العربية حول نقطتين:

- أولًا: حول العلاقات بين الشعبين المصري والسوداني، وهي علاقات تتداخل، ولا يملك أحد أن ينال منها مهما كانت الاختلافات والخلافات والاجتهادات والتوجهات، للدولة هنا، أو الدولة هناك.

- ثانيًا: حول موقفنا بالنسبة للقضية العربية، هو موقف سبق أن التزمنا به مع الإجماع العربي في قمتي بغداد وتونس، وقبلها في الجزائر والرباط.

ثم إنني تحدثت في المؤتمر الصحفي، وردًّا على سؤال حول موقف السودان بعد قمة تونس، ولما كان السؤال يتضمن إيحاء بأنه كان للسودان موقفًا بعد تونس، وموقفًا مغايرًا قبلها، فلقد بدأ السؤال استمرارًا وتكرارًا لتناول بعض الصحف والمجلات العربية لموقف السودان، وكأنه موقف ينقصه الثبات والوضوح، وذلك في إطار تصريحات مختلفة حينًا، ومشوهة في معظم الأحيان، بالإضافة إلى تحليلات لا تستند إلى الواقع، وذلك رغم أن الموقف السوداني لا ينقصه الوضوح، فهو ثابت وأصيل.

ولذلك فلقد جاءت إجابتي على هذا السؤال واضحة قاطعة، فنحن في السودان لا نستطيع أن نتلاعب في العلاقات بين الشعب المصري والسوداني، والتي هي من العمق والتداخل؛ بحيث يستحيل التأثير فيها أو التصدي لاستمرارها وتواصلها، فهي علاقات قربى ورحم وجوار وأسر متداخلة، ثم أوضحت وفي نفس الوقت أن سحب السفراء إنما يمثل إجراء دوليًّا معترفًا به للتعبير عن خلافات واختلافات قائمة، وهي فيما يتعلق بالعلاقات المصرية السودانية، تتعلق بطريقة تناول القضية العربية.

<<  <   >  >>