- ثم تناول المحرر في السؤال الثاني قضية أخرى مهمة؛ وهي حول العلاقات السودانية العربية وسر المرارة التي يتحدث بها الرئيس نميري عن هذه العلاقات:
- حديث المرارة:
-- لوحظ كذلك في لقائكم بالصحفيين أنكم تتحدثون عن الدول العربية وتعاملها فيما بينها حديث المرارة.. ربما لتعدد النزاعات والصراعات بين العرب أنفسهم..
فما هي رؤيتكم لإمكانية تضامن عربي، أو حتى إيجاد موقف عربي موحد؟
- سوف تتضح الحقائق قريبًا وقريبًا جدًّا، عن حقيقة الدور الذي قام به السودان، ولا أقول دوري، للوصول إلى صيغة للعمل العربي الموحد، وهو دور سعت بعض الأطراف العربية إلى إجهاضه، بالمماطلة والتسويف والتأجيل وعدم الحسم والتآمر أيضًا.
لقد قمت بزيارات متصلة للدول العربية، ما عدا أقل القليل منها، في رحلة استغرقت من جهدي ووقتي ما يزيد على الشهر، وذلك قبل توقيع اتفاقيات كامب ديفيد؛ حيث لم أكتفِ بمجرد العمل على تحقيق التضامن العربي؛ وإنما قبله التوصل إلى صيغة للعمل العربي الموحد نلتزم بها جميعًا، وفي إطار مقررات قمتي الجزائر والرباط؛ إلا أن هناك أطرافًا عربية قاومت هذا الجهد، وعملت على إجهاضه، وبهذا أسهمت وبصورة مباشرة، سواء ما يتعلق منها بخروج مصر من ساحة العمل العربي الموحد، أو ما يتعلق منها بحقيقة الوضع العربي الراهن، وحيث لا إجماع إلا على رفض اتفاقيات كامب ديفيد، بينما هناك خلافات وصراعات واجتهادات حول ما يمكن أن يكون بديلًا لها.
ولقد حاولت خلال جولة التضامن الأولى والثانية التوصل إلى تصور عربي موحد لجهد عربي مشترك، نتفق عليه جميعًا ونساهم فيه