للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميعًا لتأمين حقوقنا المشروعة، وفي إطار بدائل، تستوعب طاقاتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتوظفها لخدمة أهدافنا التي لا خلاف عليها، إلا أن محاولتي اصطدمت بمن طالب بالتأجيل، ومن طالب بانتظار نتائج جهود السادات ومحاولاته؛ بل ولإعطائه فرصة يستخدم فيها كل جهوده للوصول إلى تسوية.

ولقد حدث بعد ذلك ما حدث، ولست في موقع يتيح لي حق توزيع الاتهامات وتحديد المسئوليات؛ ولكنني أقول: إن افتقاد الرغبة لدى البعض للعمل في إطار استراتيجية عربية موحدة، كان وما زال هو السبب فيما وصل إليه الوضع العربي، وما تعاني منه الساحة العربية من جمود وشلل.

وهو جمود وشلل رغم الإجماع على رفض صيغة السلام المصري الإسرائيلي؛ بل هو خطر يصل إلى حد الكارثة بالنسبة لمستقبل الأمة العربية، وأنا أملك الأسباب، وهي على النحو التالي:

- أولًا: إن هناك حقيقة ماثلة لا يمكن إنكارها. إن الأمة العربية أصبحت الآن تواجه إسرائيل، مجردة من ثقل مصر العسكري والحضاري والبشري والاقتصادي، مما يعني خللًا في ميزان القوى، لا يمكن حسمه إلا من خلال موقف عربي موحد، وهو موقف -للأسف- ما زال مفتقدًا ومفقودًا حتى هذه اللحظة.

- ثانيًا: إن إسرائيل رغم ما تدعيه من رغبة في تحقيق السلام، إلا أنها ما زالت بمواقفها السياسية ومواقعها العسكرية، في حالة اشتباك ساخن مع الأمة العربية، فما زالت الأرض العربية محتلة، وما زال الشعب الفلسطيني مشردًا في أرضه وخارج أرضه، وما زالت القدس سليبة وحبيسة للقضية الصهيونية؛ بل إنها ما زالت تمارس عدوانها على الجنوب اللبناني بصورة شبه

<<  <   >  >>