الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه، واستشاره الخلفاء الراشدين للصحابة فيما أشكل من أمور؛ وأما الجانب المعارض، فسيبحث عن تأويل لهذه المواقف، وسيعرض لموقف أبي بكر حين خالف الصحابة الذين أشاروا عليه بعدم محاربة مانعي الزكاة وقال قولته المشهورة:"والله لو منعوني عقال بعير كانوا يعطونه لرسول الله لقاتلهم عليه" وربما رد الفريق المؤيد بأن أبا بكر في موقفه من مانعي الزكاة كان يتبع نصا، وما ورد فيه نص لا اجتهاد فيه ولا استشاره، وربما أجاب الفريق المعارض بتأويل ذلك النص وتوجيهه توجيها خاصا، وهكذا نجد أن كل فريق من المتناظرين يبدأ دراسته متبعا وجهة نظر معينة، ويجمع من المادة ملا يلائم موقفه، ويتلمس التأويل لما قد يدعم رأي الفريق الآخر.
أما إذا كان هذا الموضوع موضوع رسالة، فإن الطالب يبدأ دراسته للبحث عن جوهر الحقيقة دون أن يكون له رأي في بادئ الأمر؛ فيقرأ، ويجمع المادة، ويتفهمها، ويقارن بعضها بالبعض الآخر لتوصله القراءة والدراسة إلى الحقيقة، دون أن تلعب به الأهواء أو توجهه الميول، فهو لهذا يبدأ دراسته لا ليبرهن على شيء بل ليشكف شيئا، وهو لهذا لا يتجاهل وسيلة تساعده على بلوغ هذا الهدف، وهو مستعد أن يغير رأيا قد يكون قد كونه إذا جد ما يستدعي هذا التغيير