ثانيا- الدقة التامة في فهم آراء الغير، وفي نقل عباراته، فكثيرا ما يقع الطالب في أخطاء جسيمة بسبب سوء الفهم أو الخطأ في النقل.
ثالثا- ألا يأخذ آراء الغير على أنها حقيقة مسلم بها، فكثير من الآراء بني على أساس غير سليم، فليدرس الطالب آراء غيره ودعائهما، فيقر ما يتضح له صحته، ويرد ما لم يكن قوي الدعائم١.
رابعا- أن تنتج الرسالة ابتكارا، وتضيف جديدا إلى ما هو معروف من العلوم، فالباحث يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين؛ ليسير بالعلم خطوة أخرى، وليسهم في النهضات العلمية بنصيب، وليس الابتكار المطلوب في الرسائل هو كشف الجديد فحسب؛ بل هناك أشياء أخرى غير الكشف يشملها لفظ الابتكار، وذلك مثل ترتيب المادة المعروفة ترتيبا جديدا مفيدا أو الاهتداء إلى أسباب جديدة لحقائق قديمة، أو تكوين موضوع منظم من مادة متناثرة أو نحو ذلك.
خامسا- إذا وصل الطالب إلى مرحلة كتابة الرسالة كان عليه أن يبذل جهده ليكون قوي التأثير في قارئه، وليورد له
١ سنفصل القول في هذا الموضوع فيما بعد تحت عنوان: "موهبة البحث وشخصية الباحث" ص٤١.