للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمرض، ولن أفعل هذا، فقد يعيبه الناس علي، ولن أعطي الفقراء، فقد أصبح الغداة فقيرًا. وليست هذه في أكثر الأحيان سوى أوهام محضة، أو بلغة القرآن، هي أفكار شيطانية، والله يقول: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا} ١.

كلا ... فيجب ألا نتقهقر إلا أمام استحالة واضحة لأعيننا، أو على الأقل عرفناها بالتجربة معرفة كافية.

يجب أن نبدأ دائمًا بإرادة الطاعة، وأن نشرع في العمل، حتى لو بدت المهمة لنا أكثر مشقة: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} ٢ "لأنفسهم".

ولقد نصل إلى سد لا نتوهم اجتيازه فييسر الله الخروج منه بفضله، وتجربة الأنفس الكبيرة خير دليل على ذلك، وحسبنا أن نذكر هنا مثال إبراهيم وولده إسماعيل: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ، وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ، وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} ، أو مثال أم موسى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين} ٤. وتلك هي حال من يخضعون لإرادة الله تبارك وتعالى:


١ البقرة: ٢٦٨.
٢ النساء: ٦٦.
٣ الصافات: ١٠٣-١٠٧.
٤ القصص: ٧.

<<  <   >  >>