بل الذي يجب أن يقال لبيان الواقع ولكشف الحقائق إنهم دعوا الناس إلى عبادة مشايخهم وأقطابهم وصرفوا الناس عن المفهوم الصحيح للإسلام وقد يقول قائل منهم إنهم قد أدخلوا كثيرا من الوثنيين في الإسلام.
الجواب حقا أنهم أخرجوهم من الوثنية السافرة وأدخلوهم في الوثنية المقنعة بعد أن أطلقوا عليها اسم الإسلام لتقبل وتستساغ
أما الإسلام بمفهومه الصحيح فهم في معزل عنه فضلا عن أن يدخلوا غيرهم في صميمه وأنى لهم ذلك. إذ "فاقد الشيء لا يعطيه ".
ولا شك أن هذا التخبط نتيجة إهمال دعاة الإسلام واجبهم وتقصيرهم في أداء واجب الدعوة الإسلامية كما يجب. لذا وهم يتحملون تبعة ذلك كله لأنهم مع فهمهم وقدرتهم تركوا المجال لغيرهم حتى خلا الجو لمشايخ الصوفية ومن تبعهم بغير إحسان.
خلا لك الجو فبيضي واصفري ... ونقري ما شئت أن تنقري
وخشية أن يقول قائل- ولو في نفسه- إن كل ما ذكرته من أوصاف القوم وأحوالهم نعتبره دعوى. وهل لديك دليل على ما زعمت؟ خشية أن يرد هدا النوع من التعليق لنسمع معا بيتين لبعض أقطابهم أحدهما لابن الفارض حيث يزعم انه اتحد مع الله بحيث لو صلى فإنما يصلى لنفسه فسجوده لنفسه وركوعه له وهكذا، وذلك إذ يقول
لها صلواتي بالمقام أقيمها ... واشهد فيها أنها لي صلت
والبيت من تائيته المشهورة التي يطرب مشايخ الصوفية عند قراءتها, فأنت ترى إنه يزعم أنه صار ربا وعبدا