يصلي وربما يصلى له.وقد صرح بهذا المعنى أحد رؤسائهم- أحسبه ابن عربي- إذ يقول:
الرب عبد والعبد رب ... فياليت شعري من المكلف
هذه هي المنزلة التي يشمر لها كل شيخ من مشايخ الصوفية كما يعرف ذلك كل من له اتصال بالقوم. وهل يمكن إدخال هذا المعنى في مفهوم الدعوة الإسلامية؟.
وأما البيت الثالث فقد قاله الكولخى الأفريقي وهو يدعوا الناس إلى تقديس نفسه والغلو فيه إلى حد العبادات زاعما أن محبته ورؤيته توجبان للمرء دخول الجنة ولا محالة حيث يقول:
ومن أحبني ومن رآني ... في جنة الخلد بلا بهتان
وأكتفى بهذا النموذج من، كلام القوم كشاهد وكدليل على صفاتهم ومن أراد المزيد فعليه بكتب القوم وهي منشورة في مناطقها والله المستعان.
من هذا الشرح الموجز نتبين أن الإسلام دخل القارة أول ما. دخل بمفهومه الصحيح وخالطت بشاشته القلوب وذاقت حلاوته، ثم بعد فترة غير قصيرة أخذ ينتشر على أيدي جماعة تتمتع بحب الإسلام ولا الخير والهداية للمسلمين ولكنها لم تهضم الإسلام ولم تفهمه حق فهمه وهم التجار.
ولما رأى مشايخ الصوفية خلو الميدان وتقاعس دعاة الحق عن واجبهم نزلوا الميدان ولقبوا أنفسه بما سبق أن سمعناه من الألقاب الخداعة فنزلوا ميدان الدعوة إلى الإسلام ليتاجروا بالدين وليجعلوا الإسلام واجهة لدعوتهم الوثنية أو الإلحادية أحيانا على ما تقدم. فأفسدوها حتى صار أتباعهم ومريدوهم يخشونهم كخشية الله أو أشد