للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس كذلك، واستعمال اللفظ المهين المكروه فيمن ليس من أهله، وإطلاق السيادة على المنافق والكافر ومن في حكمهم من هذا القبيل (١).

وقد جاء النص عن رسول الله ـ ? ـ في النهي عن إطلاق لفظ السيادة عليهم صريحا.

قال ـ ? ـ: ((لا تقولوا للمنافق: سيد، فإنه إن يك سيدا، فقد أسخطتم ربكم)).

وقد بين العلماء كيف أنّ من أطلق السيادة على المنافق مسخطٌ لربه، فقد ذكر الطحاوي (ت ٣٢٢) ـ رحمه الله تعالى ـ أن سبب ذلك هو أنه وضع المنافق بخلاف المكان الذي وضعه الله ـ عز وجل ـ بذلك (٢).

وذكر ابن الأثير ـ رحمه الله تعالى ـ وجها آخر، فقال في بيان معنى هذا الحديث: ((فإنه إن كان سيدكم ـ وهو منافق ـ فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك)) (٣).

فقد بين أن سبب النهي هو أن القائل جعل المنافق سيدا له، فيكون هذا القائل دونه، فلما كان دونه كانت حاله أشد من حاله.

وأما العلامة الطيبي (ت ٧٤٣) ـ رحمه الله تعالى ـ فذهب إلى أن سبب السخط أحد أمرين:

الأول: هو كون من جعله سيدا، فقد جعله واجب الطاعة، فإذا أطاعه القائل، كان ذلك سببا لسخط الرب ـ جل وعلا ـ.

الثاني: أن السخط حاصل بمجرد قولها له، وإن لم يك سيدا في الحقيقة


(١) انظر: زاد المعاد لابن القيم (٢/ ٩)، فيض القدير للمناوي (١/ ٤١١).
(٢) انظر: شرح مشكل الآثار (١٥/ ٢٤٩).
(٣) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (٢/ ٤١٨).

<<  <   >  >>