فقلت له أمثلك أعزك الله في شرفك وسنك يتغنى قال فوالله ما أكثرت وعاود يتغنى
فما ظبية أدماء خفاقة الحشا * تجوب بطلييها متون الخمائل * بأحسن منها إذ تقول تذللا * وادمعها يدرين حشو المكاحل * تمتع بذا الليل القصير فإنه * رهين بأيام الشهور الأطاول
فندمت على قولي له فقلت أصلحك الله أتحدثني من هذا بشيء قال نعم حدثني أبي قال دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر وأشعب يغنيه بهذا الشعر
مغيربة كالبدر سنة وجهها * مطهرة الأثواب والدين وافر * لها حسب ذاك وعرض مهذب * وعن كل مكروه من الأمر زاجر * من الخفرات البيض لم تلق ريبة * ولم يستملها عن تقى الله شاعر
فقال سالم أحسنت زدني فغناه
ألمت بنا والليل داح كأنه * جناح غراب عنه قد نفض القطرا * فقلت أعطار ثوى في رحالنا * وما حملت ليلى سوى ريحها عطرا
فقال سالم أحسنت أما والله لولا أن تداوله البرواة لأجزلت لك الجائزة وأنك من هذا الأمر بمكان.