للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} آية ٣ قال الشاطبي في" الاعتصام" قال مالك: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمد خان الرسالة لأني سمعت الله يقول اليوم أكملت لكم دينكم وما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا انتهى. فاعتقادكم أن شيخكم خاتم الأولياء لم

يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دينا فلن يكون دينا أبدا بل هو بدعة ضلالة وطريقتكم نفسها كسائر الطرائق بدعة ضلالة فتوبوا إلى الله وانبذوها نبذ النوى ولا تتبعوا الهوى فيضلكم عن سبيل الله.

ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى ... ولكنها الأهواء عمت فأعمت

لعمري لقد نبهت من كان نائما ... وأسمعت من كانت له أذنان

ونراكم تحتجون دائما على من ينكر عليكم ما تدعونه من الفضائل لشيخكم ولأنفسكم بآيات فضل الله الواسع العظيم، حتى أنشأتم دائرة سميتموها: " الدائرة الفضلية " وزعمتم أن هذه الدائرة لا يعلمها أحد إلا الله ولم يُطلع عليها أحداً إلا خليله ورسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - وإلا شيخكم، وفضائلكم وفضائل شيخكم جاءت من هذه الدائرة، وقد سمعتم أدلة بطلان هذه الدعوى ولكننا نحتج عليكم بما احتججتم به على خصومكم ونأخذكم بإقراركم فنقول لما حجرتم فضل الله الواسع وقلتم كما قال الأعرابي الذي بال في المسجد اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فزعمتم أن المقامات العالية والمنازل السامية قد ختمها شيخكم وسد بابها فما بقي لأحد مطمع في الوصول إلى مقامه فكيف بالزيادة عليه فآيات فضل الله التي احتججتم بها على خصومكم حجة عليكم.

وقد ذكر صاحب الرماح أصنافا أربعة من الصديقين، والأغواث وجواهر الأقطاب وبرازخ الأغواث وذَكر الله تعالى في سورة النساء أصنافا أربعة (.. النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) ولم يذكر صاحب الرماح ممن ذكر الله تعالى إلا الصديقين وترك سائرهم وأبدلهم بأصناف ثلاثة لا وجود ولهم إلا في خياله وخيال المفتونين الذين التبس عليهم الأمر واستهوتهم الشياطين ما معنى جوهر الأقطاب وقد ذكر صاحب اللسان للقطب معاني أنه الحديدة التي تدور عليها الرحى أي يدور عليها شقها الأعلى.

والقطب أيضا كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك صغير أبيض لا يبرح مكانه أبدا وقال: وقطب كل شي ملاكه وصاحب الجيش قطب رحى الحرب وقطب القوم سيدهم والقطب نصل السهم اهـ المراد منه

ولعل صاحب الرماح يريد بالأقطاب سادات الأقوام الذين بلغوا الدرجة العلياء في

<<  <   >  >>