وقد تقول: ولماذا قال في آيات (المؤمنون) : {أولائك هُمُ الوارثون * الذين يَرِثُونَ الفردوس هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وقال ههنا: {أولائك فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ} .
فذكر هناك أنهم يرثون الفردوس، والفردوس أعلى الجنة وربوتها، وأفضلها، ومنه تنفجر أنهارُ الجنة. ثم ذكر أنهم فيها خالدون. في حين قال هنا أنهم في جنات، ولم يقل أنهم في أعلى الجنان، كما لم يقل أنهم فيها خالدون كما قال في الأولين.
ونظرة إلى ما في النصين توضح سبب ذلك.
إن آيات سورة (المؤمنون) في ذِكْرِ فلاح المؤمنين وآيات سورة المعارج في ذكر المعافَين من الهلع وقد جعل كل صفة في موطنها.
١- فقد قال في سورة (المؤمنون) : {قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون} فذكر صفة الإيمان على وجه العموم.
وقال في آية (المعارج) : {والذين يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدين} فذكر ركناً من أركان الإيمان، وهو التصديق بيوم الدين. وثَمَّةَ فَرْقٌ بين الحالين.
جاء في (روح المعاني) في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون}"والمراد بالمؤمنين قيل: إما المُصَدِّقون بما عُلِمَ ضرورةً أنه من دينِ نبينا صلى الله عليه وسلم من التوحيد والنبوة، والحشر الجسماني والجزاء ونظائرها".
فذكر في آية (المؤمنون) المؤمنين بيوم الدين وغيره، وذكر في سورة المعارج التصديق بيوم الدين. فما ذكره في سورة (المؤمنون) أكمل.
٢- قال في آية (المؤمنون) : {الذين هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} .