والويلُ لك ميتاً، والويل لك يوم البعث، والويل لك يوم تدخل النار".
٧- لذا جاء بالفاء بين الأوليين لقربهما وتعجيلهما فقال:{أولى لَكَ فأولى} فإن ما بين العذابين قريب، وهو عذاب الدنيا وعذاب القبر.
وكذلك جاء ما بين العذابين الآخرين بالفاء، لقربهما من بعضهما وهو {أولى لَكَ فأولى} الثانية فإنهما متصلان بيوم القيامة ودخول النار. فكل عذابين قريبين من بعضهما فصل بينهما بالفاء. وقد فصل بـ (ثم) للفاصل الزمني البعيد بين كل منهما.
هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، أنه جيء بالفاء الدالة على التعقيب بلا مهلة لمناسبة العجلة التي بنيت عليها السورة في قوله:{كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العاجلة} وقوله: {بَلْ يُرِيدُ الإنسان لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} وغير ذلك من السياقات التي تدل على العجلة.
ثم قال بعد ذلك:{أَيَحْسَبُ الإنسان أَن يُتْرَكَ سُدًى} .
هذه الآية مرتبطة بأول السورة، وهو القَسم بيوم القيامة، ومرتبطة بقوله تعالى:{أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ} ومرتبطة بقوله: {يُنَبَّأُ الإنسان يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} ذلك أنه مجزيٌّ عن عمله ولا يترك سدى، بل سيعاقب على فعله، ومرتبطة بالآية قبلها وهي {أولى لَكَ فأولى} ذلك أن معناها: أنه لا يترك سدى بل سيعاقب على فعله، ومرتبطة بما بعدها وبآخر السورة، وهو قوله:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ على أَن يُحْيِيَ الموتى} .