-
١٨٨٠ - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ، قَالَ: نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدٌ الْمُحْرِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ دَيْنٌ فَلَقِيَنِي فَتَقَاضَانِي، فَخِفْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي وَيَهْلِكَ عِيَالِي، فَوَعَدْتُهُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِذَا رَأَيْتُ الْهِلَالَ، فَلَمْ أَفْعَلْ، أَمُنَافِقٌ أَنَا؟ فَقَالَ: حَدَّثْتَهُ وَوَعَدْتَهُ فَأَخْلَفْتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَدَّثَ أَنَّ أَبَاهُ لَمَّا حَضَرَ الْمَوْتَ قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ وَعَدْتُ فُلَانًا أَنْ أُزَوِّجَهُ فَزَوِّجُوهُ؛ لَا أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِثُلُثِ النِّفَاقِ» . فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، وَيَكُونُ ثُلُثُ الرَّجُلِ مُنَافِقًا، وَثُلُثُهُ مُسْلِمًا؟ قَالَ: هَكَذَا جَاءَ الْحَدِيثُ، قَالَ: فَحَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَطَاءً، فَذَكَرْتُ لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ، وَمَا قَالَ لِيَ الْحَسَنُ وَمَا قُلْتُ لَهُ، قَالَ عَطَاءٌ: " أَعَجَزْتَ أَنْ تَقُولَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِخْوَةِ يُوسُفَ أَلَمْ يَعِدُوا أَبَاهُمْ فَأَخْلَفُوا، وَائْتَمَنَهُمْ فَخَانُوا، وَحَدَّثُوهُ فَكَذَبُوا، أَمُنَافِقِينَ كَانُوا؟ أَفَلَمْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، أَبُوهُمْ نَبِيٌّ وَجَدُّهُمْ نَبِيٌّ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِّثْنِي بِأَصْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَصْلِ النِّفَاقِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمُنَافِقِينَ خَاصَّةً، الَّذِينَ حَدَّثُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ⦗١٠٩٦⦘ فَكَذَبُوهُ، وَائْتَمَنَهُمْ عَلَى سِرِّهِ فَخَانُوهُ، وَوَعَدُوهُ أَنْ يَخْرُجُوا مَعَهُ فِي الْغَزْوِ فَأَخْلَفُوهُ» فَقَالَ: وَأَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ قَدْ تَوَجَّهَ وَهُوَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَاخْرُجُوا إِلَيْهِ وَاكْتُمُوا، قَالَ: فَكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ مُحَمَّدًا يُرِيدُكُمْ فَخُذُوا حِذْرَكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: ٢٧] ، وَنَزَلَ فِي الْمُنَافِقِينَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ} [التوبة: ٧٥] إِلَى قَوْلِهِ: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} [التوبة: ٧٧] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَإِذَا أَتَيْتَ الْحَسَنَ فَأَخْبِرْهُ بِالَّذِي قُلْتُهُ لَكَ وَبِأَصْلِ هَذَا، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى الْحَسَنِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قُلْتُ لَفْظًا وَبِمَا قَالَ لِي، قَالَ: فَأَخَذَ الْحَسَنُ بِيَدِي فَأَشَالَهَا ثُمَّ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ هَذَا، سَمِعَ مِنِّي حَدِيثًا فَلَمْ يَقْبَلْهُ حَتَّى اسْتَنْبَطَ أَصْلَهُ، صَدَقَ عَطَاءٌ، هَكَذَا الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي الْمُنَافِقِينَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute