٢٥٤٩ - أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الشَّرْقِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الصَّايِغُ، قَالَ: نا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: نا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شُرَيْحٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: " كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَمْرِ الشُّورَى؛ لِأَنِّي كُنْتُ رَسُولَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ⦗١٤٢١⦘ بْنِ عَوْفٍ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الثَّالِثَةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي دَارِ الْقَضَاءِ، قَدْ جَاءَتِ الْأَنْصَارُ مِنْ دُورِهَا، فَالْمَسْجِدُ. . . يَنْظُرُونَ مَا كَانَ فِي صَبَاحِ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَكَلَّمَهُ سَعْدٌ، فَقَالَ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كَانَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ» . قَالَ: " إِنَّكَ يَا سَعْدُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ: ابْنُ عَمِّهِ خَلِيفَةٌ، وَإِنَّكَ يَا مِسْوَرُ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ: خَالُهُ خَلِيفَةٌ، وَاللَّهِ لَأَنْ تُؤْخَذَ مُدْيَةٌ، فَأَشَارَ إِلَى لَبَّتِهِ، فَتُوضَعَ هَاهُنَا، وَمَرَّ بِيَدِهِ إِلَى لَبَّتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلِيَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا ". فَقَامَ سَعْدٌ إِلَى بَيْتِهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ، اشْهَدِ الصُّبْحَ، وَالْبَسِ السَّيْفَ» . قَالَ: وَدَعَانِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ فَائْتِنِي بِهِمَا» . قَالَ: وَكَانَ هَوَايَ فِي عَلِيٍّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ مَا فِي نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ؟ قَالَ: «بِأَيِّهِمَا شِئْتَ» . قَالَ: فَقُلْتُ: آتِيكَ بِهِمَا جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى؟ قَالَ: «لَا بَلْ جَمِيعًا» . قَالَ عَبْدَانُ لِعَلِيٍّ: فَكَانَ هَوَايَ فِيهِ، فَقُلْتُ: أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ خَالِي، قَالَ: «أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ إِلَى عُثْمَانَ. قَالَ: «بِأَيِّنَا أَمَرَكَ أَنْ تَبْدَأَ» ؟ قُلْتُ: قَدْ سَأَلْتُهُ، قَالَ: بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، فَبَدَأْتُ بِكَ. فَقَالَ: «جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى؟» . قَالَ: لَا، بَلْ جَمِيعًا. قَالَ: فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، وَقَالَ: «اذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكَ» . قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَى عُثْمَانَ فَوَجَدْتُهُ يُوتِرُ فِي بَيْتِ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فَخَرَجَ إِلَيَّ عُثْمَانُ عَاقِدًا إِزَارَهُ فِي عُنُقِهِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَقُلْتُ: إِنَّ خَالِي أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، فَقَالَ: هَلْ أَرْسَلَكَ مَعِي إِلَى غَيْرِي؟ قُلْتُ: نَعَمْ، إِلَى عَلِيٍّ، فَسَأَلْتُهُ بِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ، فَقَالَ: بِأَيِّهِمَا شِئْتَ، وَقَدْ بَدَأْتُ بِعَلِيٍّ، وَهُوَ يَنْتَظِرُكَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ حَتَّى جِئْنَا عَلِيًّا، ثُمَّ خَرَجْنَا ثَلَاثَتُنَا حَتَّى جِئْنَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي مَجْلِسِهِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يَتَكَلَّفُ الْكَلَامَ وَلَا الْخُطَبَ، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُهُ خَطَبَ قَبْلَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ: «إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ، وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا، هَلْ ⦗١٤٢٢⦘ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ؟» قَالَ: «لَا، وَلَكِنْ أُبَايِعُكَ عَلَى طَاقَتِي» . قَالَ: فَصَمَتَ شَيْئًا ثُمَّ تَكَلَّمَ مَا دُونَ الْكَلَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ قَالَ فِي قَوْلِهِ: إِنِّي قَلَّبْتُ النَّاسَ عَنْكُمَا فَأَشِيرَا عَلَيَّ وَأَعِينَانِي عَلَى أَنْفُسِكُمَا هَلْ أَنْتَ يَا عَلِيُّ مُبَايِعِي عَلَى إِنْ وَلَّيْتُكَ هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ عَلَى طَاقَتِي. ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: «يَا أَبَا مُحَمَّدٍ أُبَايِعُكَ عَلَى إِنْ وَلَّيْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، وَسُنَّةِ الْمَاضِيَيْنِ قَبْلُ» . قَالَهَا عُثْمَانُ فِي الثَّالِثَةِ: ثُمَّ كَانَتِ الثَّالِثَةُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: «اسْمَعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ» . قَالَ: «فَمَا تَرَى، وَعَسَى أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ خَيْرًا» . قَالَ: " فَأُحِبُّ أَنْ تَقُومَا عَنِّي. قَالَ: مَا شِئْتُمَا أَوْ إِنْ شِئْتُمَا ". فَقَامَا عَنْهُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَاعْتَمَّ وَلَبِسَ السَّيْفَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَعِدَ، وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ يُبَايِعُ لِعَلِيٍّ لَمَّا رَأَيْتُ حِرْصَهُ عَلَى عَلِيٍّ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ رَقَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ، وَهُوَ حَجْرَةً مِنَ النَّاسِ مَا هُوَ بِقَرِيبٍ، فَقَالَ: «ادْنُ» ، فَبَايَعَهُ عَلَى سُنَّةِ اللَّهِ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وَبِعَهْدِ اللَّهِ وَمِيثَاقِهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّ خَالِي قَدْ كَانَ أَصَوَبَ رَأْيًا، أُشْكِلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ، فَأَعْطَاهُ أَحَدُهُمَا الْوُثْقَى، وَأَبَى الْآخَرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute