٢٥٩٥ - أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى عُثْمَانَ جَعَلْنَا نَطَّلِعُ خِلَالَ الْحُجْرَةِ، فَنَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ، قَالَ: فَسَمِعْتُ عُثْمَانَ يَقُولُ: وَيْحَكُمْ، لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ. قَالُوا: أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ حَمَى الْحِمَى، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا} [يونس: ٥٩] ، وَحَمَيْتَ الْحِمَى. قَالَ: مَا أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ حَمَى الْحِمَى، حَمَى عُمَرُ ⦗١٤٤٤⦘ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ زَادَتِ الصَّدَقَةُ، فَزِدْتُ فِي الْحِمَى قَدْرَ مَا زَادَتْ نَعَمُ الصَّدَقَةِ، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. قَالُوا: فَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ أَغْلَقَ بَابَ الْهِجْرَةِ. قَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَرَى أَنَّ مَنْ قَاتَلَ عَلَى هَذَا الْمَالِ أَحَقُّ مِمَّنْ لَمْ يُقَاتِلْ عَلَيْهِ، فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيُهَاجِرْ، وَمَنْ شَاءَ فَلْيَجْلِسْ. قَالَ: فَمَا سَأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ، فَانْطَلَقَ الْقَوْمُ وَهُمْ رَاضُونَ حَتَّى أَتَوْا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَرَأَوْا رَاكِبًا فَاسْتَرَابُوا بِهِ، وَأَخَذُوهُ فَفَتَّشُوهُ، فَوَجَدُوا الْكِتَابَ الَّذِي زَعَمَ النَّاسُ أَنَّهُ كَتَبَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَامِلِهِ بِمِصْرَ أَنِ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. قَالَ: فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَوَقَعُوا بِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ، وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ وَلَا أَمْلَيْتُ. قَالُوا: فَهَذَا غُلَامُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ غُلَامِي. قَالُوا: فَهَذِهِ رَاحِلَتُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ رَاحِلَتِي، قَالُوا: فَهَذَا كَاتِبُكَ. قَالَ: مَا أَمْلِكُ كَاتِبِي، يَا قَوْمِ وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ وَمَا أَمْلَيْتُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: انْتَفَخَ سِحْرُكَ يَا مَالِكُ. فَوَثَبُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute