٢٦٥٢ - أنا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: نا أَبُو حَمْزَةَ ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ اسْتَخْفَى عَلِيٌّ فِي دَارٍ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ مِحْصَنٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ الدَّارَ، فَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ لِيُبَايِعُوهُ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا، وَقَالُوا: نُبَايِعُكَ. قَالَ: لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ، عَلَيْكُمْ بِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ. قَالَ: فَانْطَلِقْ إِذًا مَعَنَا. قَالَ لِي أَبُو أَرْوَى السَّدُوسِيُّ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا رَأَتْ عَيْنَايَ وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ. فَخَرَجَ عَلِيٌّ وَأَنَا مَعَهُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْنَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا لِيُبَايِعُونِي، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي بَيْعَتِهِمْ، فَابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ: أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي وَأَحَقُّ؛ لِسَابِقَتِكَ وَقَرَابَتِكَ، وَقَدِ اجْتَمَعَ لَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ مَنْ قَدْ تَفَرَّقَ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَخَافُ أَنْ تَنْكُثَ بَيْعَتِي وَتَغْدِرَ بِي. قَالَ: لَا تَخَافَنَّ ذَلِكَ، فَوَاللَّهِ لَا تَرَى مِنْ قِبَلِي أَبَدًا شَيْئًا تَكْرَهُهُ. قَالَ: اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ كَفِيلٌ. قَالَ: اللَّهُ عَلَيَّ بِذَلِكَ كَفِيلٌ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِطَلْحَةَ، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ الَّذِي رَدَّ ⦗١٤٦٦⦘ عَلَيْهِ طَلْحَةُ، وَكَانَ طَلْحَةُ قَدْ أَخَذَ لِقَاحًا لِعُثْمَانَ، وَمَفَاتِيحَ بَيْتِ الْمَالِ، وَكَانَ النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ لِيُبَايِعُوهُ، وَلَمْ يَفْعَلُوا، فَضَرَبَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ إِلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بِسَرِفَ، فَقَالَتْ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى إِصْبَعِهِ تُبَايِعُ بِخِبٍّ وَغَرَرٍ. قَالَ سَالِمٌ: وَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ قَالُوا لَهُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ قُتِلَ، وَلَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ إِمَامٍ، وَلَا نَجِدُ لِهَذَا الْأَمْرِ أَحَقَّ مِنْكَ، وَلَا أَقْدَمَ سَابِقَةً، وَلَا أَقْرَبَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِمًا مِنْكَ. قَالَ: لَا تَفْعَلُوا، فَإِنِّي وَزِيرٌ خَيْرٌ مِنِّي لَكُمْ أَمِيرًا. قَالُوا: وَاللَّهِ مَا نَحْنُ بِفَاعِلِينَ أَبَدًا حَتَّى نُبَايِعَكَ. وَتَدَاكُّوا عَلَى يَدِهِ، فَلَّمَا رَأَى ذَلَكَ قَالَ: إِنَّ بَيْعَتِي لَا تَكُونُ فِي خَلْوَةٍ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ ظَاهِرًا. وَأَمَرَ مُنَادِيًا، فَنَادَى: الْمَسْجِدَ الْمَسْجِدَ، فَخَرَجَ، وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: حَقٌّ وَبَاطِلٌ، وَلِكُلٍّ أَهْلٌ، فَلَئِنْ كَثُرَ الْبَاطِلُ لَقَدْ نَمَا بِمَا فُعِلَ، وَلَئِنْ قَلَّ الْحَقُّ، وَلَرُبَّمَا وَلَقَلَّمَا أَدْبَرَ شَيْءٌ فَأَقْبَلَ، وَلَئِنْ رُدَّ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ إِنَّكُمْ لَسُعَدَاءُ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونُوا فِي فَتْرَةٍ، وَمَا عَلَيَّ إِلَّا الْجَهْدُ، سَبَقَ الرَّجُلَانِ، وَقَامَ الثَّالِثُ ثَلَاثَةٍ، وَاثْنَانِ لَيْسَ مَعَهُمَا سَادِسٌ، مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَمَنْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَهُ، وَصِدِّيقٌ نَجَا، وَسَاعٍ مُجْتَهِدٌ، وَطَالِبٌ يَرْجُو أَثَرَ السَّادِسِ، هَلَكَ مَنِ ادَّعَى، وَخَابَ مَنِ افْتَرَى، الْيَمِينُ وَالشِّمَالُ مَضَلَّةٌ، وَالْوُسْطَى الْجَادَّةُ مَنْهَجٌ عَلَيْهِ بِمَا فِي الْكِتَابِ وَآثَارِ النُّبُوَّةِ، فَإِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّوْطِ وَالسَّيْفِ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِمَا عِنْدَنَا هَوَادَةٌ، فَاسْتَتِرُوا بِسَوْآتِكُمْ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، وَتَعَاطَوُا الْحَقَّ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَنْ أَبْرَزَ صَفْحَتَهُ مُعَانِدًا لِلْحَقِّ هَلَكَ، وَالتَّوْبَةُ مِنْ وَرَائِكُمْ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ. فَهِيَ أَوَّلُ خِطْبَةٍ خَطَبَهَا بَعْدَمَا اسْتُخْلِفَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute