٢٦٥٩ - أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: نا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ دَخَلَ كَنِيسَةً مِنْ بَعْضِ كَنَائِسِ الشَّامِ، فَنَظَرَ إِلَى تَمَاثِيلَ مُصَوَّرَةٍ، فَسَأَلَ عَنْهَا، فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ صُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ، فَطَفِقُوا يُخْبِرُونَهُ بِاسْمِ نَبِيٍّ نَبِيٍّ فِي أَوَّلِ الْأَنْبِيَاءِ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَيْنَ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: لَيْسَ تَحْصُلُ صُورَتُهُ فِي كَنَائِسِنَا. قَالَ: فَنَظَرَ أَثَرَ عِيسَى تَابُوتًا مُطْبَقًا، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَا تَحْتَ هَذَا التَّابُوتِ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي. فَأَمَرَ بِالتَّابُوتِ فَكَسَرُوهُ، فَإِذَا تَحْتَهُ رَجُلَانِ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فَقَالَ: مَنْ هَذَانِ؟ قَالُوا: لَا نَدْرِي مَا نَعْرِفُهُمَا. قَالَ: فَمَنْ يَعْرِفُهُمُا؟ فَأَخْبَرُوهُ بِوَاحِدٍ مِنْ كُبَرَائِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ، فَضَحِكَ، فَاسْتَحْلَفَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ وَعَزَمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَذِهِ صُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيِّ الْعَرَبِ، وَهَذَا صَاحِبُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَقَدْ كُنَّا نَكْرَهُ أَنْ تَعْرِفُوا هَذَا. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَنْ صَاحِبُهُ فِي كِتَابِكُمْ؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. قَالَ: وَإِذَا مَكْتُوبٌ عَلَى رُؤُوسِهِمَا كِتَابًا، فَدَعَا مَنْ يَقْرَؤُهُ، فَإِذَا هُوَ ⦗١٤٧٢⦘ كَمَا قَالَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا حَمَلَكُمْ عَلَى أَنْ غَطَّيْتُمُوهُمَا وَلَمْ تُظْهِرُوهُمَا كَغَيْرِهِمَا؟ قَالَ: حَسَدًا لَكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute