فاشتد ذلك على وصيف، وهم بقتلها، فاستوهبها بغا فأعتقها فأخملت نفسها إلى أن ماتت.
حدثني جعفر بن قدامة، قال حدثني ملاوي عن علي بن الجهم، قال: غاضب المتوكل محبوبة، فاشتد عليه بعدها عنه، ثم جئته يوماً، فحدثني أنه رأى في النوم أنها قد صالحته، ودعا بخادم، وقال له: أذهب، فاعرف خبرها، وأي شيء تصنع! فرجع وأعلمه أنها تغني، فقال: أما ترى إلى هذه! تغني وأنا عليها غضبان؟! قم بنا حتى نسمع أي شيء تغني؟ فقمنا حتى صرنا إلى حجرتها، فإذا هي تغني بهذه الأبيات:
أدور في القصر لا أرى أحداً ... أشكو إليه ولا يكلمني
حتى كأني ركبت معصية ... ليست لها توبة تخلصني
فهل لنا شافع إلى ملك ... قد زارني في الكرى وصالحني
حتى إذا ما الصباح لاح لنا ... عاد إلى هجره فصارمني