للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

علي، إني دخلت على قبيحة الساعة، فوجدتها قد كتبت إسمي على خدها بغالية، فو الله ما رأيت أحسن من سواد الغالية على ق٦٦ بياض ذلك الخد!، فقل في هذا شيئاً! وكانت محبوبة جالسة من وراء الستارة تسمع الكلام، فإلى أن دعا بالدرج والدواة، قالت على البديهة: وكاتبة، وأنشأت تقول:

وكاتبة بالمسك في الخد جعفراً ... بنفسي مخط المسك من حيث أثرا

لئن كتبت في الخد سطراً بكفها ... لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا

فيا من لمملوك لملك يمينه ... مطيع له فيما أسر وأظهرا!

ويا من مناها في السريرة جعفر ... سقى الله من سقيا ثناياك جعفرا

قال: فبقي علي بن الجهم واجماً لا ينطق بحرف، وأمر عريب فغنت فيها هذه الأبيات التي تقدم ذكرها.

حدثني جعفر بن قدامة، قال حدثني علي بن يحيى المنجم: أن جواري المتوكل تفرقن بعد قتله، فصار لوصيف عدة منهن، فيهن محبوبة، فاصطبح يوماً وأمر باحضار الجواري، فاحضرن وعليهن الثياب الفاخرة الملونة والحلي، وقد تزين، إلا محبوبة فإنها جاءت في بياض غير فاخرة، فغنى الجواري، وشرب، وقال لمحبوبة: غني!، فأخذت العود وغنت وهي تبكي:

أي عيش يطيب لي ... لا أرى فيه جعفرا

ملكاً قد رأته عي ... ني طريحاً معفرا

<<  <   >  >>