ثم زعم الكاتب الفطن!! أن العلماء السابقين كأحمد والبخاري والقاضي عياض، لم يدركوا مناط هذه الأحاديث، وأنه هو الوحيد الذي أدرك مناط هذه الأحاديث فلذلك حمل هذه الأحاديث على حزب التحرير.
وأقول في الرد على هذه المزاعم:
إن هذا الكلام ينضح بالغرور الفكري الذي أوصل هذا الكاتب إلى هذه النتيجة، التي تسيء للأمة الإسلامية جمعاء، ويزعم أن الأمة الإسلامية ما عرفت الطائفة الظاهرة إلا في هذا العصر ومنذ حوالي خمسين عاماً فقط، أي منذ نشأة حزب التحرير!!!
إن هذا الكاتب يتجاهل واقع أمة الإسلام، خلال أربعة عشر قرناً من الزمان، وأن الأمة لم يكن فيها طائفة ظاهرة متمسكة بالإسلام، حتى جاء حزب التحرير!!! يا لضياع أمة الإسلام! ويا لهوانها في عين هذا الكاتب المتعصب تعصباً أعمى حال دون رؤيته للحقائق الناصعة.
إن أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الواردة في ذكر الطائفة الظاهرة، تؤكد لنا أن هذه الطائفة كانت موجودة على مرِّ العصور والأيام، ولم ينقطع وجودها في أي عصر من العصور.
ودعوى هذا الكاتب تفيد أن هذه الطائفة لم توجد أبداً حتى وجد حزب التحرير، إنها لفرية كبيرة.