بطلان ما ادعاه الكاتب أن الغرباء هم حزب التحرير فقط
وأخيراً، فقد أبى الكاتب إلا أن يختم كلامه بفرية عظيمة، افتراها على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وطعن بها المتمسكين بالإسلام على مرِّ العصور والأيام فقال لا فض فوه: [بقيت صفة أخيرة لا أحسبها تنطبق إلا على هذه الطائفة الظاهرة على الدين القائمة على أمر الله، وهي صفة الغربة والاغتراب في مجتمع سيئ تكثر فيه المعاصي، وينتشر فيه الفساد، كما هو حال المجتمع في العالم الإسلامي حالياً، وتقوم هذه الطائفة الغريبة عن المجتمع في حال غربة الإسلام وغروبه بإصلاح فساد الأفكار، التي يدَّعي أصحابها أنها إسلامية، وما هي بإسلامية بل هي أفكار كفر، تسربت إلى المسلمين عبر الغزو الثقافي الغربي كفكرة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحريات وأمثالها، هذه الصفة أيضاً وردت في الحديث النبوي الشريف، فقد روى مسلم وأحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء).